تثبيت اليوان الصيني

هوى الدولار الأسترالي والدولار الكندي والدولار النيوزيلندي المرتبطة تجاراتهم بالإتّجاه، بينما ارتفع الين الياباني الذي يعتبر ملاذًا آمنًا إثر اجتياح نفور المخاطر الأسواق المالية في الدورة الآسيوية. تعقّب هذا التحرّك الخطوة الصينية لتحديد المعدل المرجعي اليومي لمعدل صرف اليوان عند أدنى سمتوى له في خمسة أعوام.
أشارت الأنباء الى أنّ التحرّك يعكس عزم بكين على حاجة الاقتصاد الى المزيد من الحوافز، ما يدلّ على تدهور آفاق النمو. بشكل يثير للفضول، كان من المتوقع أن تدعم آفاق المزيد من دعم السياسة الإتجاه بما أنّ التباطؤ الحاصل في الصين بات مرجّحًا منذ بعض الوقت.
بناء عليه، من الممكن أن يكون تحرّك اليوم إنعكاسي وعشوائي عوضًا عن تقييم رصين للسياسة الصينية حول الفوركس. أثار بنك الشعب الصيني ذعر المستثمرين عندما بدأ بإعادة تقييم اليوان بسرعة في أغسطس، مبقيًا الأسواق في حذر ودافعًا أسعار الأصول الى التعثر. من الممكن أن تعكس ردة فعل اليوم مخاوف تبلور سيناريو مماثل ولكنّ مكوّنات هذا التكرار تبقى غائبة.
أوّلاً، حصل غالبية ما حدث في أغسطس بسبب فهم المستثمرين بشكل خاطىء ما الذي كانت تفعله الصين. اعتبر الساسة التخفيض الأوّلي “إستثنائي ولن يتكرّر”، ومن ثمّ قاموا بالتخفيض مجددًا. خاف التجار من الإنعكاس الظاهر في سياسة الفوركس ليلة أمس ولكنّهم ما لبثوا أن أدركوا أنّ الصين كانت في صدد إدخال تغيير على طريقة تحديدها لسعر صرف اليوان. في هذا الإطار، كان التخفيض الثاني متّسق مع النظام الجديد وليس تنكيسًا لوعد عدم تكرار التعديل.
من المحتمل أن يكون شيء مماثل في صدد الحصول هذه المرّة. أدّت ذكرى الأسواق لتذبذبات أغسطس الى هيمنة نفور المخاطر بوجه التثبيت الدراماتيكي على ما يبدو لليوان، ولكنّ تراجع الأمس في سعر التداول الحرّ لليوان يعكس بشكل كبير مسار إعلان اليوم. علاوة على ذلك، قد ترى الأسواق توسيع الحوافز بمثابة عنصر داعم، إشارة الى عزم الساسة على محاربة التوترات الاقتصادية. بناء عليه، يعني ذلك أنّ التذبذبات الناجمة اليوم عن القرار الصيني قد لا تدوم.